لا تمرّ علينا الأيام صافية خالصة الصفاء، جميلة باهرة الجمال، وكل من يتغنى بجمال الحياة، وأن لونها أصبح (بمبنى)، فهو – وبالضرورة – يقصد لحظات مؤقتة سرعان ما تنقضي، أما الأصل فى الأيام أن فيها الخير والشرّ، والحلو والمرّ، والصالح والطالح، وهكذا الناس أيضاً، ليسوا كلهم ملائكة، وإنما قد شُكّلت عجينتهم من الدقيق ناصع البياض، والتراب حالك السواد!
وما من أحد إلا ومرّ فى حياته بمن يحاول أن يهضم حقه ، أو يتجاوزه ، أو يأخذ منه ما لا يستحقه .. وهكذا نشأت الخلافات بين الناس ، وللتعامل معها ، علينا بالتالى :
الخطوة الاولى
اهتم – في البداية – بمعرفة ما لك وما عليك، وما هو حقك، وما هو واجبك، وما الذي ينبغي لك أن تأخذه، وما الذي ينبغي لك أن تعطيه. فهذه الحدود ضرورية لوأد الخلاف ، أو لتقليل حدّته إذا حدث .
الخطوة الثانية
احرص على تعريف الطرف الآخر بذلك أيضاً ، وابذل كل جهد فى توضيح ذلك له .
الخطوة الثالثة
أعلمه أن العلاقة بينك وبينه علاقة لابد أن يفوز فيها الطرفان معاً ، فنحن لسنا فى مباراة فيها فائز وخاسر ، ووضح له أنك حريص على حقك كما أنه حريص على حقه .
الخطوة الرابعة
إذا رأيته بعد كل ذلك حريصاً على أخذ ما ليس له ، فهنا تشبث بحقك موضحاً أنه ليس هناك ثمة فرصة للتنازل عنه ، واو أدى ذلك إلى إنهاء العلاقة .
نصائح عابرة :
• تعوّد أن تجد فى حياتك من يحاول أن يظلمك ويتحامل عليك ، ويصعد عليك لبلوغ مأربه ، ولا يهمّه تألمك أو حزنك .
• التضحية بحق النفس دائماً ليست تسامحاً ، ولكنها ضعف فى الشخصية ، وحياء فى غير محله .
• المجاملات الفارغة التى يضيع تحديد دور كل طرف بصورة واضحة ، سبب كبير فى حدوث الخلافات إذا حان وقت الحساب .
• إعلامك الطرف الآخر بأن عليه أن يفعل كذا وكذا ليس تعدّياً عليه ، وإنما هو الصواب شاء من شاء ، وأبى من أبى .. فقط ، افعل ذلك بأدب .
• هناك بعض العلاقات لا يجوز فيها إنهائها ، أو أن ثمن إنهائها فى غاية الكلفة لطرفيها .. هنا، قد يكون من الحكمة التنازل – بصورة جزئية – عن حقك، ولكن بعد الكثير من العناء للطرف الآخر؛ كى لا يتعود على ذلك، وليعلم أنه – رغم تنازلك – فإن لحمك مرّ.