ثقافة التطوير المستمر هي تلك الثقافة التي ينمو فيها الأفراد، يتعلمون، ويسهمون في تحقيق المصلحه العامه. المدارس، المجتمعات، العائلات، بيئات العمل المختلفة... الجميع لديه الإمكانية لتعزيز التطوير المستمر. فعن طريق التواصل المستمر، مشاركة المعلومات، التقديرات والمكافآت، تستطيع المجموعات والأفراد التقدم نحو تحقيق الأهداف الشخصية والتنظيمية، وفيما يلي بعض الخطوات من أجل تنمية ثقافة التطوير المستمر.
الخطوة الأولى
مشاركة التوقعات، والتي قد تتضمن- في بيئة المدرسة مثلا- المشاركة الفعالة في الفصل وإنهاء الواجب المنزلي. أما في بيئة الشركات، فالشخص قد يكون مطلوب منه أن أشياء أخرى كأن يكون منضبط، يحضر الإجتماعات الدورية، يسلم المشروعات في موعدها، ويُسهم في تحسين المنتجات وسير العمليات، لذا فكل التوقعات يجب أن يتم مشاركتها بوضوح وإنتظام من أجل تنمية ثقافة التطوير المستمر.
الخطوة الثانية
تقديم المعلومات والتدريب، فالتطور المستمر يتطلب إرتقاء في المعرفة والمهارات.
- قم بإعداد جدولا مستمرا للدورات التدريبية. قم بتحديد المهارات الفردية اللازمة من أجل عملية التطوير المستمر وإتاحة الفرص لأفراد المجموعة لتقوية هذه المهارات. الدورات التدريبية يمكن أن تتم بصفة يومية، أسبوعية، أو دورية، إعتمادا على المهارة التي تتطلب التدريب.
- قم بالرد على الأسئلة، فكلما عرف الناس معلومات جديدة، كلما ظهرت لديهم أسئلة تحتاج لإجابات، لذا كن مستعدا دائما من أجل تقديم التوجيه والنصح.
الخطوة الثالثة
قم بعملية تقييم للمعرفة والمهارات. إذا ما كنت تقوم بتعليم مجموعة من الطلاب أو قيادة فريق في شركة فأستخدم أدوات التقييم لكي تقيس مدى تقدم الأفراد. في المدرسة مثلا يمكنك أن تقيس مدى تقدم الطلاب عن طريق عمل إمتحانات بصفة منتظمة. أما في بيئة الشركة، فتقييم المهارات يمكن أن يأخذ شكل إختبارات لمهارات الحاسب أو ملاحظات غير رسمية عن مدى كفاءة الموظف.
الخطوة الرابعة
قم بتوضيح أهمية كل فرد في المجموعة، فالناس يحتاجون إلى الإحساس بأن إسهاماتهم تُحدث فرقا، وبأن أسئلتهم، أرائهم وأفكارهم كلها تمثل إسهامات مهمة من الممكن أن تؤدى إلى إبتكار طرق جديدة وأكثر فاعلية في إنجاز الأهداف.
الخطوة الخامسة
قم بالتشجيع حتى تنُمى ثقافة التطوير المستمر. قم بمدح الأشخاص عندما يظهرون تقدما في إتقان مهارات معينة فهذا الشيء مهم خاصة إذا كانوا قد قاموا بالعمل بجد من أجل أن يتعلموا ويحسّنوا من أداءهم.
- قم بعمل حفلات تعريف، وقم بمدح الأشخاص أمام الجميع على تميزهم في تحقيق إنجاز ما، لكي تحفزهم لعمل المزيد. وكن محددا في وصف ما قاموا بإنجازه وتحديد لماذا يعد هذا الإنجاز مهما، وهذا سوف يشجع الآخرين أيضا على العمل بصورة أكبر لكي يطوروا من مهاراتهم ومعارفهم.
- قم بعمل برامج تشجيعية، فإحتمالية المكافأة بالمال أو الهدايا يمكن أن يقوى الدافع لدى الأفراد لكي يعملوا على التطوير المستمر.
- قم بتقديم ترقيات نظير التطوير المستمر، فالأداء الجيد في إمتحان ما في بيئة المدرسة، قد يعنى بأن هذا الطالب من الممكن أن يقود نشاط معين أو يحصل على إمتيازات خاصة. أما في العمل، فالترقية قد تعنى راتبا أكبر أو فرصة للعمل بمشروعات ممتعة أكثر.
الخطوة السادسة
قم بإظهار الإتساق في منهجك. أيا ما كانت الإستراتيجيات التي تستخدمها من أجل تحقيق النمو والتطور فإلتزم بها إذا كانت تحقق الهدف المرجو منها. يحتاج أفراد مجموعتك أيضا إلى معرفة أن برنامج المكافآت الذي قام بتشجيعهم سوف يقدم لمده 6 شهور في نهاية العمل في حال قاموا بتطوير المهارات المطلوبة.
الخطوة السابعة
قم بالسماح بمساحة من التجريب و الخطأ، فالناس تتعلم عن طريق المحاولة والخطأ. دع طلابك أو أعضاء فريقك يشعروا بأنه بينما التميز هو الهدف النهائي فإن تحقيقه قد يتضمن التجريب وقد يشوبه الخطأ. مبرمج الكمبيوتر مثلا قد يحتاج إلى أن يطور العشرات من الإصدارات المختلفة حتى يصل إلى النسخة الأكثر المثالية.